{إنَّ مثل عيسى...} الآية. نزلت في وفد نجران حين قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ولداً من غير ذَكَرٍ؟ فاحتجَّ الله تعالى عليهم بآدم عليه السَّلام، أَيْ: إنَّ قياس خلق عيسى عليه السَّلام من غير ذَكَرٍ كقياس خلق آدم عليه السَّلام، بل الشَّأنُ فيه أعجب؛ لأنَّه خُلق من غير ذكر ولا أنثى، وقوله: {عند الله} أَيْ: في الإنشاء والخلق، وتَمَّ الكلام عند قوله: {كمثل آدم} ثمَّ استأنف خبراً آخر من قصَّة آدم عليه السَّلام، فقال: {خلقه من تراب} أَيْ: قالباً من تراب {ثم قال له كن} بشراً {فيكون} بمعنى فكان.{الحقُّ من ربِّك} أَي: الذي أَنْبَأْتُكَ من خبر عيسى الحقُّ من ربِّك {فلا تكن من الممترين} أَيْ: من الشَّاكِّين. الخطاب للنبيِّ عليه السَّلام، والمرادُ به نهيُ غيره عن الشَّكِّ.